Sunday, January 27, 2008

دبلتي

دبلتي
اممم .. لم أجدها اليوم .
أخلعها عند غسيل وجهي ، وعند الوضوء والاستحمام .
أخلعها أيضا وأنا أعمل ..فأنا أعمل بيدي في وسط مُعقّم.
اشتريتها من الاسكندرية في الربيع الماضي ..نيسان..ليلة الخامس عشر تحديداً
إيطالية الصنع ، من صُلبٍ لامعٍ لا يصدأ ، منقوش عليها بالغائر اسم ماركة عالمية ..
كان حجمها مناسبا ، ولهذا كنتُ أستسهلُ خلعها ، ولكثرة خلعي لها فهي لم تترك أثرا في بنصري كما فعلت السابقات .
لا أعرف - على وجه اليقين - هل ترتبط هذه الدبلة بأحد الأشخاص الــ(كانوا) في حياتي أم لا .
هل لآحدٍ بعينه صلة بها أو لا .
كل الذي أعرفه أني لا أغادر بيتي دونها .
وكثيرا كنتُ أهم بالنزول ، ولا يلمسها رأس إبهامي عند قاعدة بنصري ..أُجَن.
أبحث كالمدمن عنها في فوضاي ..
وأجدها دائما.. لم أنزل من بيتي إلا وهي تحيط بنصري .
يتفقدها إبهامي بين حين وآخر ،بحركة اعتيادية ، أخبط بها على الأسطح الملساء حين الضجر ، أودعها تذكرة الحافلة ..ولي فيها مآرب أخرى .
اليومَ..
بحثتُ عنها ..أنا أهم بالنزول ..متأخر كعادتي ..
لم أجدها .. لا في جيب منامتي ..على صيدلية الحمام ..لا على المكتب ..ولا أمام شاشة التليفيزيون ..بجوار الهاتف ..فوق الغسالة ..بين زجاجات العطور ..
على ارض بين الكتب والورق .
تحت البطانية حيث نمت .. مع المفاتيح ..المحمول ..جراب النظارة ..
ليست موجودة .
فقط خلعتها قبل وضوئي للصبح .
لم أجدها ..
نزلت من غيرها ..كان لابد أن أذهب .
وبعد ؟
الآن أفكر كيف أني لم أصورها حتى .
لم أحتفظ لها بشيء يذكرني بها ..
الآن عرفت قيمتها .. وأنا الذي لم أخرج دونها منذ الربيع الماضي .
لا أريد أن أقول الكلام المكرر عن أننا لا نفتقد ماءنا إلا عندما تجف البئر ..
ولا أننا لا نعرف قيمة الأشياء إلا بعد ضياعها منّا
ذهابها إلى غير عودة .
سأبحث عنها مجددا ..عند عودتي .. ولكن الذي يخيفني حقا ..أن أجدها .
فعندها .. أنا أعرف نفسي .
لن أكترث .. ربما لن أرتديها بعدها ..عقابا لبعدها عني
ربما سأرتديها وسأتناسى أهميتها .
وعندما تروغ مني ..سأبحث عنها من جديد كالمدمن أيضا .
فوق صيدلية الحمام ..على حامل الصابون ..أو أمام شاشة الكمبيوتر ..
أفتقدك يا دبلتي ..يا من لا تحسين .
ربما سأعتاد غيابك .. وسيعتاد بنصري شكله الجديد/القديم ..بدونك .
ملحوظة /نتوء قابل للاستئصال..أتردد في كتابته :
بعدها بساعات ، لم أهتم بعدِّها ، وحين نسيت أمر الدبلة برمته .
وجدتها فارتديتها .. بلا أي مشاعر صاخبة .
يناير 2008

! الصورة وكأنها نبوءة


5 comments:

Anonymous said...

اما عن دبلتى انا ياعم حسن
لااستطيع ولا اجرؤ على خلعها لانها متصله بحبل خفى لقلبى مباشرة اذا خلعتها قطعت الحبل وتوقف النبض
محمود ابو المجد

حسن أمين said...

صديقي الجميل محمود أبو المجد
كيفك يا صديقي ؟
أدامها الله عليك دبلة
تحياتي لك ولمن تراهم
أستاذ مصطفى ومنار
أتمنى لك دوام الصحة والعافية

هبه الاسكندرانيه said...

العزيز حسن
بوست رقيق و جميل جدا
لا اجد ما اقوله غير ذلك
تحياتى و يارب تكون دلوقتى احسن

إبـراهيم ... said...

أمـــا أنـا فأحب أٌول ما نسيت أن أقوله لك في تعليقي على هذا النص/ القصة، إنها فكرتني قوووي بـ صباح الفل ، ومش عارف إذا كنت شفتهى ولا لأ ، بـس نص جميل، وحالة أجمـــل
.
.
على عادتي بـــــــك

دمت جميلاً

حسن أمين said...

هبة الاسكندرانية
الرقيقة الجميلة
زيارتك دايما بتفرحني ..ما تغيبيش عليا
...
أبراهيم
واحشني
تعرف اني مش هعرف أروح المعرض السنة دي عشان إيدي وكده .
يعني مش هعرف أقابلك صدفة زي السنين اللي فات :)
تتعوض يا ذا البريق الأخضر