Saturday, June 28, 2008

قريب

"الله ".

طول عمرنا ... بلاش عمرنا ..طول عمري مش عارف أتكلم عنه ..

أصلي خايف أتكلم عنه غلط ...

كان أبويا من وأنا صغير بيقول لي مقولة سيدنا علي كرّم الله وجهه برضاه عنه :" العجز عن الإدراكِ إدراك ، والبحث في ذات الله إشراك ."

طب .. بذمتكوا مش قفل كبير قوي على قدرات استيعاب طفل المقولة العظيمة المسجوعة دي ؟

بقيت بكسّل أقرب من ربنا ...

باتلكك بقى ..

ما هو قربي منه مش الصلاة والصوم والعبادات والطاعات ... مش ده القرب اللي أقصده..

ده اللي ربنا فرضه علينا كحد أدنى عشان ما ننساهوش ..فينسينا نفسنا .. ونروح في ستين داهية .

يعني ..

مثلا زمان كنت باستغرب أوي لما كنا نقول : اللهم( إنك )عفو رحيم تحب العفو فاعف عنا.

أو لما كنت باصلي في الجامع وأنا صغير وكنت أحب أسمع الرجالة الطيبين العواجيز وهما بيدعوا في السجود :

سامحني يارب ..

اصلح حالي يارب ..

بساطة تعبيرهم كانت بتخليني أستغرب أوي من القوالب الفخمة بتاعة دعاء طبقات تانية ، بيقولوا : "اللهم اغفر لي" بدل " سامحني يارب "

و"اللهم ارزقني" ، بدل "اصلح لي حالي يارب ."

مش عارف ليه كنت وانا طفل باحس بصدق الدعاء البسيط ده عن التاني المحفوظ ..بقربه من القلب والروح والدموع ..

بس كنت باستغرب قوي و الناس بتقول : "يارب " على طول كده ..

ولا لما يقولوا افرجها بقى يارب ما انت الرزاق ..أو من بياع البلح : "هتبعت ولا أروّح ؟!!"

ليه مش بيقولوا "حضرتك" ؟

مع إننا لما نيجي ننادي على أي حد أعلى مننا .. بنتأدب ونقول حضرة ، وفخامة ومعالي وسمو وعظمة وجلالة وسعادة ..إلخ .

ما سمعتش حد قال ولا "حضرتك" قبل ما يدعي ربنا ..مع إنها ألف ب الأدب واحنا صغيرين ..

مش بيقولوا : حضرة النبي برضو ؟

عليه الصلاة والسلام ..طب ايه طب ؟

بس شوية كده واتفاجئت بنص قرآني ربنا بيقول فيه عن نفسه : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ، أجيبُ دعوة الداع إذا دعانِ ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون

كان مقرر علينا في ابتدائي ..آية جت بعد آيات فرض الصوم ..

وإذا سألك عبادي عني ..

إذا ..أداة شرط للتحقيق ..يعني هيسألوك هيسألوك ..

فإني قريب ..جواب الشرط هنا مُعجز ..

مش هو برضو نفس ذات ربنا اللي بيقول ، ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربي ؟

إشمعنى هنا ما قالش "قل" ؟

سمعت الشعراوي مرة قال : أصل دي مش عايزة وساطة .. ولو حتى وساطة النبي عليه الصلاة والسلام بين ربنا وبين خلقه ..

يااااااااااااه على ده رب ..

حبيت أوي ربنا لما فهمت الآية دي ..

يعني على كل عظمته دي ..وعلى كل حبه لحبيبه وحبيبنا النبي عليه الصلاة والسلام .. تجاوز كل الحدود بينه وبين عباده وقال لهم : إني قريب .

أجيبُ دعوة الداعي إذا دعانِ..."إذا" تاني ...ما هو هيدعوني هيدعوني .. هيروح فين يعني .

، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون..

ده أحسن لهم .. ربنا بيكلمنا بالمنطق ..بيحايل فينا ..مع إنه مش محتاج لنا ..ما هو غني عن العالمين زي ما انتوا عارفين .

وبعدين كل ما أكبر وتضيق بيا ..افتكر إنه ما بيكدبش ..ربنا ما بيكدبش ..هو قايل عن نفسه كده ..

وأرجع تاني للناس الطيبين الغلابة ..لما كانت تضيق بيهم أو يقع عليهم ظلم من الحاكم وآياديه الطايلة ..

يقولوا : ربنا موجود ..

لحد ما طلع لهم ناس تبخ في وشهم .. وتقول لهم : مع سبابة مُشهرة هزلية الأثر (في نفسي ) مرعبة الأثر في نفوس الطيبين : إوعى تقول موجود ..ربنا واجد ..

يا نهار اسود ! ..يعني ربنا مش موجود !

يبقى احنا كده رحنا في داهية ..لينا مين بعدك يا رب ..

إخوانا اللي واخدين الدين على صدرهم دول ما قدموش للغلابة حلول بديلة ..

خاصة ان الغلابة مش فاهمين يعني ايه وجه العلاقة بين واجد .. واللي هما قاصدينه بموجود ..

إخواننا دول ما فهموش .. ونقلوا عن مشايخهم رزع في وش الناس الطيبين ..

سواء بقى بحسن نية .. ولا بغيره

مع إنه يا أخي سبحان الله .. "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" ... ده الكلام ده للنبي (عليه الصلاة والسلام ) أولى الناس بالأمة دي ..لو مش بسبب الحب .. فدي كانت شغلته على الأقل .

ما فهموش ان فيه عجز في لغتنا اليومية ..وبين اللغة الأنيقة بتاعة كتب التراث ..

موجود يعني existing يا اخواننا !!

ولا حد هنا أساسا ..

ربنا جميل ..

ربنا قريب ..

لما وصلت لثانوي بقى كنت باستغرب أوي عن الاتنين "ي" اللي مش موجودين في الآية ..

في كلمة الداع..مع إن فيه تعريف بالألف واللام ..وإذا دعانِ .. مع إن إذا مش جازمة ..

بس أبويا برضو كان بيقول لي ..اللغة تمشي على قواعد القرآن .. مش القرآن هو اللي يمشي على قواعد اللغة ..

فكسلت أدور وأشوف الناس قالوا ايه عن اليائين المحذوفتين دول .

..

برضو كنت بأقول لنفسي ..الناس الطيبين دول مش بيقولوا حضرتك لما بييجوا ينادوا على ربنا ..

وكمان بيدعوه بالعامية المصرية !

مش بالفصحى ..لغة القرآن ..

تفتكر ربنا هيسمع لهم ؟

طب وأهالي الكهوف ..قبل اختراع اللغات ..قبل ما يكون فيه حاجة اسمها قرآن أساسا ..(أو عشان إخواننا الحلوين : قبل ما الناس تعرف ان فيه حاجة اسمها قرآن )..كانوا بيدعو ربنا ازاي ؟

بأنهي أدب وضراعة ؟

....

كان جمال بخيت برضو كاتب في ديوانه قصيدة بعنوان : فين ربنا ...

طبعا الكلمة تقيلة على وعينا ..فين التأدب مع الله يا أخي ؟

ما ربنا ..(ما قلنا بلاش موجود دي ..الناس بتزعل ) ما ربنا قريب يا أخي ..

...

طال بيا العمر وشفت حاجات ما بحبهاش ..

شفت وساطة وحُجّاب ..جمع حاجب .. وقفوا وقالوا للناس الغلابة ..وبخوا في وشوشهم ..بنظرات مرعبة .. ولحى مستطيلة ( كرّهوا الناس في الدقون ..ما سيدنا محمد كان ملتحي ..بس الناس دول ما شافوش غير دقون المخوفاتية )..ولهجات إنذار ..بما معناه الآتي :

حيلك حيلك ..إنت فاكرها سايبه تروح لربنا كده على طول ؟

مش لازم يكون في ديباجة كده .. وطلب رسمي ودمغة .. ولا انت فاكر انك أول ما هتدعي بدعوتك ( هي دعوة ولا دعاء صحيح ؟ ) هاتلاقي ربنا استجاب لك ؟

وأنا أكره أكره أ كره أكره أ كره أكره أ كره ما في حياتي الناس الواقعين في النص دول .

كرهتهم وأنا باقرا عنهم أيام طفولة المسيح في المعابد اليهودية .. وكرهتهم لما جم بعد المسيح وقالوا هو ده اللي جه به المسيح .. دين تفصيل .. وتعالى نقي واختار ..

وكرهتهم لما تفشت فيهم شهوات الدنيا .. من مال وسلطة وجنس ومزاج (خمرة زمان .. مخدرات دلوقتي أصل الخمرة حرام )

بتوع محاكم التفتيش ما انتوا أكيد عديتوا على سيرتهم العطنة ..

شايفهم دلوقتي ..

كهنة المسلمين ..

راجل الدين الصح ..مش اللي يوقف نفسه بين الناس وبين ربنا ..إذا كان الرسول (عليه الصلاة والسلام ) ما عملش كده ..نسيوا دول ولا بيستهبلوا ؟

راجل الدين الصح ..يعرّف الناس انهم مش محتاجين وساطة ..إنه رحيم ومستنيهم ..

قريب ..هو قال عن نفسه كده ..

قريب .

Sunday, June 1, 2008

هل في الحُلمِ تبجحٌ ما ؟


هنا حيث الأسفلت المتآكل لا يأبه بأنوثة إبرتيها ، ويرد إلى كعبيها كفارة كونها أنثى .

حيث بياض الضوء كالح ، وأصفره كالح وأخضره أصفر ..

حيث للضوء عطن ..ولملمس أشعته غبار .

حيث تكسو كل الأصوات ندوب خلفتها نداءات بائسة .

هنا ..جدا ..

هنا حيث العمر يموت حرقا ويتخذ تشققات الطريق قبورا ..لا تستر.

حيث تجرحها نظرة متهالكة الاشتهاء..

صدرت من غريزة شبّت وشابت تحت أغطية رخيصة ..

ولحظات نشوة مجلوبة باليد.

تجرحها أيضا نظرة غزل جادة ...لم تأتِ بعد .

ثم الألم الأقسى حين تنكأ هذه الجروح نظرتها - هي- إلى اثنين مثلها ..تمنت أن تكون واحدتهما ..أرقهما ..أحنهما على الآخر .

لكم رجعت في نذورها بأن تصونه - ذاك الآخر - عندما يجيء .

تصونه .. تفرحه.. تعشقه ..متى يأتي.

تفديه بروحها ..لو أنه يأتي .

لو يأتي قبل التعس الصاخب ذي الصدر المحشو دخان ..

ذو الأسنان الماعرفت طعم المعجون ..

فمع الأحلام الحاف ، كان التعس يقضم أظفاره - الماعرفت قبلا تقليما- بأسنانه الأسود صفارها ..

ويلوك مع الأحلام دخان سعال ..

بمزاج يرفعه القرش ، ويخسف به قرش آخر ..حلال ..يتأخر دوما .

أو حرام يأتي بغدر ليروح بغدر .

ليت رجلها ، لا يكون هذا الذي سيشتم أطفالها لأنها أمهم .

ليتها تحظى بقبلة نظيفة ، بلا تبغ أو كحول ..

بلا منشط بلدي أو أجنبي ..

.....

...

ليت أحلامها.. ليست كذلك .