Monday, September 15, 2008

هل فكر أحدٌ يوما في تدفئة برودة خنجر ؟

كنتُ كالخنجر أقطع لحم الطريق

من يعلم بمشاعر الخنجر وهو يتنفسُ دما ..

وهو محاصر بدفءٍ آخذ في البرودة ...بسببه ..

من يشعر بوحدة الخنجر وهو في غمده ..

ووحدته وهو بين شفتي الجرح ؟

فقط قلتُ لها ما قلتُ ..

ومضيت.

خنجرا يشق طريقه القدري ..

يريق دماً محتومة إراقته ..

هل فكر أحدٌ يوما في تدفئة برودة خنجر ؟

بغير الدم؟

لن يُسعد الخنجر ذلك الدفء المؤقت الذاهب إلى موات ..

هل بذاكرة الخنجر ذاك الصهر وذاك الطرق ؟

كل الحر والعتمة والدخان...ثم الوحدة والبرود ..

هل فكر أحد يوما أن الخنجر يهوى صوت فحيحه ؟

أو أن الخنجر يهوى الطعنة في الأجناب ؟

هل فكر أحد يوما في أحلام الخنجر ليلا ..؟

مما رآه ومما أحسه ؟

هل فكر أحدٌ يوما أن للخنجر إحساس ؟

والله إن للخنجر إحساس .

(منتصف الشهر التاسع من عامين )

Thursday, September 11, 2008

سوء تفاهم

هتتضايق لو حد اتدخل في شغلك ؟

أكيد ..

خليك فاكر الإجابة دي ..

...

مروح بيتنا، وعلى المحطة لاقيت واد مراهق صغير واقف قصاد فيزبا عليها راجل في التلاتينات ..

والواد بيقول له مش هتتحرك بيها ، واللي حصل لأبويا ده ما ينفعش ..

لاحظت ان فيه راجل كبير واقف على المحطة بيتابع الموقف من بعيد ، وكمان فيه فيزبا شغالة ومش عليها حد ..

فاستنتجت ان الراجل اللي على الفيزبا ده خبط أبو الولد – اللي هو الراجل الكبير – وطالع بيها مكمل في طريقه..

وخصوصا ان الولد بانت عليه الخنقة و كان بيغالب دموعه وهو بيقول : أبويا راجل كبير ورجليه واجعاه ..

حبة والموضوع سخن ..

ولاقيت لك الراجل اللي على الفيزبا بيقول للواد : يا بني ما تخلينيش أفطر عليك ..

هوب ..

قلم ..

قلم تمام لزق على وش الولد ..

انا اتجننت ، يعني تضرب الراجل بالفيزبا ولما الواد ييجي ياخد حق أبوه منك كمان تفتري عليه وتضربه ..

لسه جاي أسأل الولد : أبوك اللي واقف على المحطة ده ؟

لاقيت واحد تاني في نفس السن ويمكن أطول قامة وبادي القوة عن اللي كان سايق الفيزبا راح جاي وبدأ يساعد في عجن الولد ..

لا بقى ..

"هو كلكوا عليه ولا ايه "

بهذه الجملة ، تدخلت في الموضوع وبدأت أخلص الولد من إيديهم ..

الوافد الجديد ، قال لي : خليك في حالك .

وكمل عجن في الولد هو والتاني ..

ما خليتنيش في حالي ..

وتاني حاولت أخلص الولد من بين إيديهم ..

هنا ..

التفت لي الوافد .. وبدأ يشتم بقى ..

وهوب ركلات ولكمات في جسم العبد لله ما تعرفش جاية منين ..

من وسط سيل شتايمه وضرباته ميزت حاجة غريبة : هو فيه حد اتدخل في شغلك ؟

نعم ؟؟؟!!!

يللا بينا على القسم ..

واحد سواق ميكروباص حاول يخلصني من ايده راح شاتمه هو كمان .

بطاقتك .

طلع البطاقة ..

آه معايا حاضر ..

الإجابة بدت غريبة عليه يمكن ..ما صدقش ..متعود على المماطلة ..

رحت مدي له البطاقة بعد ما اتأكدت إنه أهل للثقة الغالية دي ..

ورحنا على القسم وهو مستمر في غضبه الجنوني مني ..

أول ما وصلنا القسم بقى المعاملة اتغيرت ..

وهو مطلعني لمحت استراحة ظباط ، فتوجهت لهم :

حضرتك أنا اتضربت في الشارع من غير ما اعمل حاجة ..

الملازم أول من غير ما يتحرك : اطلع معاه وبعدين لما تنزل نبقى نتكلم ..

أنا أصريت ..أنا مش هطلع لأني معملتش حاجة ..

والأمين طبعا استشاط غضبا ..

وهيبدأ يضرب فيا ..

لاقيت الظابط قام وقال له : ياعم فيه ايه ؟

قال له كذا كذا ..

التفت لي الظابط وقال لي : اطلع معاه ، انت هتتحبس .

الغريبة بقى اني لحدما وصلت الدور الرابع من القسم وانا حاسس بولا حاجة ..

ولا خوف ولا ندم ولا أي إحساس ..دهشة وعدم استيعاب لسرعة الأحداث وبس .

واحنا على البسطة لاقيته فجأة بيقول لي :انت أول مرة تشوفني ؟

قلت له : آه

قال لي .. انت مش فاهم حاجة ..

الواد ده كان هو وابوه سايقين فيزبتين ، أبوه مش معاه ترخيص ولما الأمين جه يتحفظ على الفيزبا الواد ده اتعرّض له .

يا حلاوتي ..

قلت له : أنا مكنتش أعرف كده ..

المهم وصلنا فوق

راجل موظف كبير كده سأل الأمين : عمل ايه ده ؟

اتهجم عليا أنا و..

الراجل برق لي جامد ..

قلت له أنا شفت اتنين بيضربوا عيل صغير ..

قال لي وانت مالك ..؟

بتشتغل ايه ؟

قلت له ..

ساكن فين ؟

قلت له ..

تاني شخط فيا ..وانت لما انت مش فاهم بتدخل نفسك في اللي مالكش فيه ليه ؟

خد بطاقته أهي اكشف عليه لاحسن يكون عليه أحكام .

أحكام!!

خش ..

الحجز ..

في الحجز كان الواد وابوه اللي ماطلعش الراجل الكبير اللي على المحطة ..

غالبا الفيزبا كانت مسروقة ..

أنا متفهم جدا لغضب الواد ، الظاهر انهم كانوا عنيفين في التحفظ على أبوه ..

جه الأمين اللي قبض عليا وفضل يشتم شوية في الواد بأبوه قدام أبوه ..وأبوه بيبتسم ابتسامة الذي لا يملك غيرها ..

بعد ما الأمين مشي ، والواد بيعيط قال : طب والراجل ده كان بيخلص خدوه معانا هو كمان ..

أبوه راح مديله قلم ، وقال له ما تسكت بقى.

أنا متفهم لموقف الأب ، حتى لو حرامي فهو أكيد خايف على ابنه المراهق اللي لسه عقله ما كملش ولا استوا ، وممكن يوديه في داهية وهو لسه أخضر ..لو كان على الشتيمة فالأب ممكن يستحملها في سبيل ابنه ما يتإذيش .

جه الموظف يحقق معاهم ، وبعدين سلم أوراقهم لواحد تاني وقال لي تعالى ورايا ..

كان المحضر اتكتب فعلا وفيه بياناتي ..

الأمين في إيده بطاقتي ..

لسه هيتكلم ..

لاقيت الراجل الكبير بيقول له : إدي له بطاقته بقى خليه يمشي ..

ادهاني ..

الراجل الكبير برق لي وقال لي :ما تتدخلش بعد كده في اللي مالكش فيه ..

وانا نازل ، قابلني أمين تاني سألني : هو انت كنت طالع معاهم ليه ؟

أنقذني من السؤال أمين تالت كان شاف الحكاية ، شدني لبره القسم بالراحة وقال لي : روّح ..رمضان كريم .

...

هتتضايق لو حد اتدخل في شغلك ؟

أكيد ..

بس رد فعلك أكيد هيختلف حسب شخصيتك والضغوط اللي عليك ..

أنا اعتذرت لأمين الشرطة اللي ضربني ده بعد ما اداني البطاقة ..

وقلت له : "أنا مكنتش أعرف ".

أكيد لو كنت أعرف ماكنتش تعديت على رجال شرطة أثناء تأدية مهام وظيفتهم ..

وخصوصا إني مش ملم بكافة الأبعاد ..

بس فيه حاجة ..

الراجل أمين الشرطة ده ..شتم كتير ..واتعصب كتير ..

عمره الافتراضي كإنسان أكيد بيقل مع كل العصبية والعنف والأدرينالين اللي عمال طالع نازل في جسمه كل شوية ..

كمية الضغوط النفسية اللي عليه جديرة بالتعاطف ..

هو بيتعامل في الغالب مع نوعية مجرمة ،خطر مستمر ، ولو جه واحد مدني في طريقه زي ما حصل معايا كده أكيد مش هيعرف يغير معاملته اللي اتعود يعامل بيها اللي بيتعامل معاهم ..

كما إنه أكيد بيحس بإنه مكروه ..وبيحس انه بيظلم ..رغم إنه جواه إنسان ممكن أوي يكون غلبان ..

وأعرف كمان ان مرتباتهم في الحضيض ..

ربنا يكون في عونه وعون اللي زيه ..

ورمضان كريم

والحمد لله .