Wednesday, April 23, 2008

إليكِ ..حيثُ كُنتِ

بين عزلة حيّرتني أختيارية ٌ هي أم جبرية .
وبعد مرات لاتحصى من الإنذارات الكاذبة بالكتابة ثم اللاشيء ..
أكتب عن أمر ذاتي جدا .
عن أحلى الكائنات التي تبقت منهن ذكرى لدي..
في السادسة أو ما نحوها ..
طبيبة الأطفال ..ذات الشعر الكيرلي (لا أظن أن كيرلي هذه كانت تُستخدم حينها !)
والعيون القزحية السهام ..الدوامية القرار ..طلبت مني طلبا غريبا : كُح!
"قول لها مالك يا سونة ..ما تقول يا حبيبي"
هذه عمتي ..أين أنا أصلا يا عمتي ؟ أنا تائه منبهر بهذا الجمال .
فقط ذكرى مسطحة عن احتباس الكلام في حلقي نتيجة انبهاري لأول مرة بأنثى .
...
سنوات الطفولة أيضا ..
قريبتنا من الــ..
ذلك البلد الشهير بحُسن نسائه ..
تساويني سنا ..
كستناء ..خمر .
هذان كلمتان قاصرتان/كافيتان لوصفها .
دفءٌ..دوار بريء .
....
هــــ
قمر شاهق البياض ..ضفائر آتية من أبعد حدود المجرة ..
جيدها ..صوتها ..
كأني لم أزل في ابتدائيتي ..
...
كبرتُ قليلا ..
في زيارتي الأولى إلى الأسكندرية ..
في القطار بجوار أمها ..جلست .
ملاكا بذيل حصان ..
يعلو قمتي وجنتيها ..دماء نقية ..
أرنبة أنفٍ دقيقة ..أسنان روائية ..
قميص ..سمائي ..قصائدي جداً.
....
وحبيبتي التي لم أرها بعد .
أوصافها لم تخطر على قلب بشر
لن تترك في قلبي- مثل الأخريات- سوى تلك الذكرى الشكلية أحادية البعد.
سيتشكل القلب في راحتيها ..كيفما شاءت ..أو لم تشأ.
سأولد من جديد.. رجلا بلا تاريخ ..بلا أمس .
سأعرف معنى لمعة عيني ..سأكتشف فائدة لشفتي ..
هذان الذراعان ..الباردان ..
سيكتشفان احتواءاً.
أصابعي تلك البكماء ..ستثرثر على أطراف ثوبها ..
بين تيارات شعرها ..
بلا حدود ..
بلا انتهاء ..
كما الحلم ..
كما الجنة ..
بلا أسئلة يا عمري المنتظر ..
لن أسمح لأي "متى ؟" أن تعكر صفو حلمي بكِ ..
ولا أي "كيف؟"
ولا "أين؟"
سأعيش منتظرا لأنه لا بديل لدي ..
وهل يملك المحبون أقدارهم ؟

Wednesday, April 2, 2008

هل تعلمين ؟


هل تعلمين بأن جُرحَكِ قاتلي ؟
..وبأن حُزنَكِ
مُلهمي.. ومُعلِّمي ؟
هل تعلمين ؟